قصة تأثير بلا حدود من كينيا
لن يخبرك أحد متى ينبغي أن تسعى إلى إحداث تأثير في مجتمعك. وفي كثير من الأحيان، يسعى المرء إلى إحداث التغيير لأنه مرَّ بهذا التحدي أو ربما رأى بنفسه أشخاصا يواجهون التحدي، فكانت الصدمة مختلفة. وهذا الأمر الثاني هو ما حدث معي. وكان ذلك مصدر إلهام لرحلتي الابتكارية مع مبادرة فيجانا توبو (Vijana Tupo).
وتعني عبارة “فيجانا توبو” أن الشباب موجودون. وتسعى المبادرة إلى توعية الناس بحضور الشباب وبالتأثير الذي يمكن أن يُحدِثوه إذا أُتيحت لهم الفرصة.
وكنت في البداية وحدي، ولكني تلقيت دعما كبيرا، لا سيما من الشباب المتضررين من البطالة. وأتذكر أنني خرجت ذات مرة لطرح أسئلة عن الأمور التي كانوا يتمنون أن تسير على غير ما سارت عليه. وسرعان ما أدركت أن البطالة مشكلة خطيرة ولها طبقات كثيرة. وكان عليّ أن أركز على إحدى هذه الطبقات، وكانت تلك الطبقة هي افتقار الشباب إلى موارد التمكين الاقتصادي التي يسهل الوصول إليها. ولكن قبل أن نتطرق إلى ذلك، اسمحوا لي أن أحكي لكم قصة بدايتنا.
لقد نشأت في أسرة متوسطة الدخل. وبذل والداي كل ما في وسعهما ليضمنا أن أتلقى أفضل تعليم وأن أحصل على كل ما أحتاج إليه لأكون شخصا ناجحا في المجتمع. وتلك الفرص التي منحني إياها والداي كانت مصدر إلهام كبير لي. وحينما التحقت بكلية الحقوق، انتُخِبت قائدا للشباب في كنيستي. وفي تلك المرحلة، رأيت الحياة والتحديات التي يواجهها الشباب من منظور مختلف. وكان كثير من أعضاء فريقي عاطلين عن العمل لأسباب مختلفة. وكانت تلك بداية مبادرة فيجانا توبو. أدركت أنَّ عليّ أن أفعل شيئا حيال ذلك.
فبدأت سريعا في التعاون مع أشخاص شتى لضمان مساعدة الشباب على اكتساب المهارات اللازمة لتحقيق الازدهار على الصعيد الاقتصادي. وكان ذلك حينما انضممت إلى فريق الصليب الأحمر الكيني، وهي الخطوة التي قادتني إلى ما وصلت إليه في الوقت الحاضر.
ومن خلال الدعم المُقدَّم من أكاديمية سولفرينو التابعة للاتحاد الدولي، شمل أثرنا مئات الشباب الذين يزورون مركز مواردنا يوميا.
ولم تكن الرحلة سهلة. وفي وقت كتابة هذه السطور، نعكف على إجراء تغيير ضروري لموقعنا الإلكتروني، وهو أمر سيساعدنا على الوصول إلى مزيد من الشباب. والمرور بتغييرات من هذا القبيل ضربٌ من الابتكار. وسرعان ما أدركنا أن الأمر لا يتعلق بنا، بل بالأشخاص الذين نخدمهم.
ويقدم مركزنا موارد بشأن الأعمال التجارية، والمسارات المهنية، والشؤون المالية، وأهداف التنمية المستدامة، من أجل تثقيف الشباب وتطورهم وازدهارهم. وهي موارد مقروءة ومسموعة، ويمكن مشاهدتها أيضا إن أحببتم.
وقد أثرت مبادرة فيجانا توبو في حياة أكثر من 5 000 شاب منذ بدايتها. وتُجرى معظم أعمالنا عبر الإنترنت، ويعني ذلك أن كثيرا من الشباب في مختلف التجمعات الإلكترونية يمكنهم بسهولة الاستفادة من أعمالنا والوصول إلى الموارد التي ننشرها.
ومن بين الأعمال التي أنجزناها،
- زادت ملفات بثنا الرقمي (بودكاست) على 1 000 ملف
- وشارك أكثر من 2 000 شاب في مختلف الندوات الإلكترونية التي عقدناها منذ عام 2019
- ويقرأ مقالاتنا أكثر من 200 عضو في مجتمع مبادرة فيجانا توبو كل شهر
- – وشملت بعض برامجنا برامج لمحو الأمية المالية، وتنمية الأعمال التجارية، وإنشاء الشركات، وكتابة السير الذاتية. وقد استفاد من هذه البرامج أكثر من 5 000 شاب بفضل الشراكات التي أقمناها والاحتياج الذي لاحظناه لدى كثير من الشباب.
ونأمل أن يكون مركز مواردنا مكانا جامعا لكل ما يحتاج إليه أي شاب يبحث عن حلول بشأن الحياة المهنية والشؤون المالية وأهداف التنمية المستدامة، وأن يكون منصة تفاعلية تسمح للشباب بالتعلم وتحقيق استقلالهم الاقتصادي.
ويبلي فريقي بلاء حسنا حقا، إذ نعكف على إحداث تحول في مستقبل الشباب الأفريقي، شابا تلو الآخر.