قصة تأثير لا حدود له من كولومبيا
لقد رأينا دعوة أكاديمية سولفرينو لتقديم القصص في الوقت نفسه الذي كنا فيه نفكر فيما ستكون عليه أساليبنا الجديدة للعمل مع المجتمع المحلي.
وكنا نحلل آثار جائحة كوفيد-19 ونستكشف كيف يمكن أن نعمل بطريقة آمنة وخالية من الأخطار لمساعدة الأطفال والمراهقين، وهم إحدى الفئات المستضعفة التي تضررت بشدة من الأثر الصحي النفسي الناجم عن عوامل من قبيل العزلة الاجتماعية، وفقدان أفراد الأسرة، وتوقف الدراسة، وإضفاء الطابع الافتراضي على الحياة اليومية.
فتساءلنا: ما الذي يمكن أن نغيره لإحداث تأثير، وهنا وُلِدت فكرة DOMPI من رحم التآزر بين الابتكار والتكنولوجيا والصحة العامة والسعي الدائم إلى مواصلة بناء مجتمعات أقوى وخالية من العنف وقادرة على تحقيق حُسن الحال من الناحية النفسية والبدنية والأسرية.
وجاءت فكرة DOMPI من حلم إنشاء حيز افتراضي للصحة النفسية يقوده أشخاص مدربون على الرعاية النفسية والاجتماعية ومتخصصون في رعاية الأطفال والمراهقين وتلبية احتياجاتهم. ويتمثل الهدف في مساعدة الأطفال والمراهقين في مجتمعاتنا على التعامل مع عواطفهم واتباع أنماط حياة صحية. ويشمل ذلك مساعدتهم على حماية صحتهم البدنية والنفسية، والتعبير عن مشاعرهم، والتفاعل مع أقرانهم حتى يتمكنوا من الانخراط مع غيرهم ممن يمرون بمواقف مماثلة وتنتابهم مخاوف مشابهة، وذلك في سبيل الوقاية من العواقب المحتملة للأمراض النفسية.
ومن هنا نمت الفكرة. وما حثَّنا على التقدم بطلب إلى أكاديمية سولفرينو هو الرؤية البعيدة المدى لأعضاء فريقنا المتعدد التخصصات، كلٌّ من منظور تخصصه، وإصرارهم على تقديم الدعم في وقت تعاني فيه الأجيال الجديدة شعورا مختلفا بالضيق وتعبر عنه بشكل مختلف.
وشاركنا في حلقات العمل الخاصة بالابتكار، وطبقنا ما تعلمناه، فأدى ذلك إلى تعزيز فكرتنا وصقلها. وأتممنا كل مرحلة من مراحل العملية، واتبعنا جميع توصيات مرشدنا للمُضي قدما في تحقيق حلمنا وتحويله إلى هدف. وهكذا خرجت DOMPI إلى النور بوصفها استراتيجية ابتكارية لحماية الأطفال والمراهقين وتثقيفهم وإقامة شبكات تضمهم. ولا شك أنها ستفتح الأبواب لمساعدة الأشخاص الآخرين الذين عانوا أيضا من الآثار العاطفية وغير الملموسة الناجمة عن جائحة كوفيد-19.
ورأينا أن إحدى طرائق إحداث تأثير وحماية الصحة النفسية للأطفال والمراهقين تتمثل في تنفيذ عملية دعم بها مجموعة متنوعة من الأنشطة التي تتضمن ألعابا وتحديات يقومون بها. ويمكن، كما ذكرنا، أن يؤدي هذا التفاعل بين الأقران إلى إقامة شبكات دعم عبر الإنترنت. كما أن DOMPI ليست مجرد شخصية افتراضية، بل هي أيضا تجسيد لشخص يتمتع بالمهارات اللازمة للتفاعل مع الفئة التي نستهدفها، وسوف يُمكِّننا ذلك من الوقوف على حالات الخطر التي تتطلب دعما متخصصا. وأما الجانب الذي يتسم بالابتكار البالغ في استراتيجيتنا فهو عنصر الشفقة والعطف في عملية لها اليوم أهمية بالغة في حماية الصحة، نظرا إلى الآثار البعيدة المدى لجائحة كوفيد-19.
فنريد، باستخدام DOMPI، أن تكون لنا بصمة في الحد من المخاطر المُحدقة بالأطفال والمراهقين الذين يعانون مشكلات تتعلق بالصحة النفسية، مع إشراكهم في الوقت نفسه من خلال اهتماماتهم في نهج شامل لتعزيز التمتع بحياة صحية.
ونظرا إلى حجم المشروع، فإننا نمر حاليا بمرحلة التعاون مع محترفين لإعداد المنصة، واستكشاف الرعاة المحتملين، وإعداد البروتوكولات التي يتعين على المحترفين تنفيذها في هذا النهج.
وستتمثل خطواتنا التالية في نصب المنصة وتجريب المشروع.