إرشادات من أجل تصميم حلقات العمل.
مؤتمر قمة الصليب الأحمر والهلال الأحمر: كوكبنا
قوة التعددية
إرشادات من أجل تصميم حلقات العمل.
لقد أضحت أزمة المناخ وكوارث الجوائح اثنين من أكبر التهديدات في حياتنا المعاصرة بما يجلبانه من عواقب إنسانية كبرى تواجهنا الآن. وعلى الرغم من أنهما تهديدان عالميان، غير أن بعضًا من أهم عمليات التصدِّي لهما تسير على مستوى المجتمع المحلي. ونحن نستطيع بأفكارنا وأفعالنا، محليًا وحول العالم، أن نُحدثَ تغييرًا أساسيًا من أجل الأشخاص المتضررين.
ومع ذلك، فإننا ندرك أننا بحاجة إلى اتباع نُهُج جديدة لتحفيز التغيير على المستوى العالمي. وعلى عاتقنا تقع المسؤولية عن الاستفادة من نطاق تغطيتنا واستخدام مواردنا بفعالية. وعلينا أن نستمع ونفكر ونتصرف بطريقة مختلفة، وأن نكون منفتحين دائمًا على التعلُّم واستخلاص الدروس والتكيُّف. كما يجب علينا أن نستخدم صوتنا الجماعي من أجل إحداث التغيير.
وفي إطار مواضيع تغيُّر المناخ والجوائح والعمل المحلي، فإننا نهدف إلى توفير منصة لتبادل التجارب حول كيفية معالجة التأثير الإنساني لهذين التهديدين الآن، علاوة على استخلاص رؤى تساعد على الارتقاء بالعمل في المستقبل. وكما أشار رئيسا الاتحاد الدولي واللجنة الدولية في دعوتهما، فإن هذا الحدث يمثل أيضًا فرصة لعرض الكيفية التي تدعم بها الحركة قدرة العمل المحلي على دفع التأثير على المستوى العالمي، كما يمثل فرصة للحركة لتقديم مساهمتها في التوصُّل إلى حلول لهذه التحديات العالمية.
وتتمحور هذه القمة حول ثلاثة مواضيع تترابط ببعضها ترابطًا وثيقًا، وتتلاقى بطرق مثيرة للاهتمام وغير متوقعة في كثير من الأحيان. ونود أن نطلب منكم، في إطار هذا الحدث، تبادل التجارب وطرح الأسئلة حول الكيفية التي يمكن بها بعملنا معًا أن نُحرز المزيد، والكيفية التي يمكن بها بتعاوننا مع الغير أن نفتح أبوابا جديدة، وكيف يمكن للابتكار أن يجلب إمكانات من أجل إحداث آثار جديدة وأكثر اتساعًا.
من أجل إلهامكم في إطار التحضير لهذا الحدث، لا سيما لتوجيه عملية تصميم حلقات العمل، نعرض في ما يلي بعض الأطر حول المواضيع الثلاثة من أجل مساعدتكم على إعداد إسهاماتكم للمشاركة بها.
سوف يُفتح الباب رسميًا لتقديم إسهاماتكم في الأسبوع الذي يبدأ 13 سبتمبر
حلقات العمل المتعلقة بتغيُّر المناخ
كموضوع رئيسي، قد تُركِّز الجلسات على تنفيذ ميثاق المناخ والبيئة للمنظَّمات الإنسانية، سواء لمساعدة المجتمعات المحلية على التكيُّف مع المناخ المتغير أو لتعزيز استدامتنا البيئية. ويمكن التركيز في المناقشات على تحديات وحلول مُحدَّدة تتسم بها أوضاع مُعيَّنة، مثل النزاعات المسلحة أو البيئات الحضرية أو قضايا النزوح.
التكيف مع تغيُّر المناخ والحد من مخاطر الكوارث بطريقة تعكس الوعي المناخي وتُراعي المخاطر المناخية
كيف يعمل الصليب الأحمر والهلال الأحمر مع المجتمعات المحلية من أجل الحد من مواطن ضعفها وتعرُّضها لآثار تغيُّر المناخ؟
ستستكشف الجلسات التي تُعقد في إطار هذا الموضوع الإجراءات الرامية إلى إذكاء وعي المجتمعات المحلية بالمخاطر المناخية، وكيفية الاستفادة من معلومات المناخ والطقس في تصميم المشاريع، وكيفية التكيُّف بشكل مستدام على مستوى المجتمع المحلي مع المخاطر المتزايدة المرتبطة بتغيُّر المناخ، وذلك من خلال دمج التكيُّف في برامج الحد من مخاطر الكوارث، بما في ذلك من خلال الحلول القائمة على الطبيعة والإنذار المبكر الشامل، والعمل الاستباقي. وسوف تستكشف الجلسات كيفية دراسة المخاطر المناخية ومعالجتها في جميع أعمالنا – في البرامج الأطول أجلًا وكذلك في ما يتعلَّق بالتأهب والاستجابة والانتعاش.
التخفيف من آثار تغيُّر المناخ وتحقيق الاستدامة البيئية
كيف يعمل الصليب الأحمر والهلال الأحمر بطريقة تُراعي البيئة مع الحد بشكل كبير من انبعاثات غازات الدفيئة الناجمة عن أنشطته؟
ستستكشف الجلسات التي تُعقد في إطار هذا الموضوع الإجراءات الرامية إلى تلافي الأضرار التي تلحقها أنشطتنا بالبيئة والمناخ والحد منها وإدارتها، والكيفية التي يمكن بها تقييم التأثير البيئي الناتج عن جميع أعمالنا، بما في ذلك برامجنا ومشترياتنا ولوجستياتنا وأماكن عملنا. كما ستُقدِّم الجلسات مشاريع لخفض مستوى انبعاثات غازات الدفيئة لتعويض الانبعاثات التي لا يمكن تفاديها.
التأثير في الاستثمارات والقوانين والسياسات والخطط (على المستويات المحلية والعالمية)، والاستفادة من الأدلَّة وعلوم المناخ
كيف يؤثر الصليب الأحمر والهلال الأحمر في السياسات المحلية والوطنية والإقليمية والعالمية من أجل تعزيز القوانين والسياسات والخطط المتعلقة بالكوارث والمناخ؟
ستستكشف الجلسات التي تُعقد في إطار هذا الموضوع الكيفية التي يستخدم بها الصليب الأحمر والهلال الأحمر نفوذه والاستفادة من الأدلَّة وعلوم المناخ من أجل تحفيز الحكومات والمنظمات والقطاع الخاص على اتخاذ إجراءات مناخية عاجلة وأكثر طموحًا، بما في ذلك الكيفية التي تدعم الجمعيات الوطنية حكوماتها على الوفاء بالتزاماتها بموجب اتفاق باريس. كما ستستكشف الجلسات كيفية نجاح الصليب الأحمر والهلال الأحمر في الدعوة إلى زيادة التمويل من أجل الأنشطة المُدارة محليًا من أجل التكيُّف وتعزيز القدرة على الصمود.
حلقات العمل المُتعلِّقة بالجوائح
في ما يتعلق بهذا الموضوع، يمكن لمُكوِّنات الحركة أن تستلهم المفاهيم التي تتضمنها “المسارات” التالية:
إذكاء وعي المجتمعات المحلية ومشاركتها وكسب ثقتها: كيف يمكن إدارة هذه القضايا بشكل صحيح؟
تمثل الشراكة مع المجتمعات المحلية جوهر عمل الحركة في جميع أنحاء العالم. ونحن نعلم أن المشاركة الحقيقية المجدية هي التي تؤدي إلى بناء جسور الثقة وتحسين جودة البرامج، ما يقلل بدوره من الحد من مواطن ضعف المجتمعات المحلية وجعلها أكثر أمانًا وقدرةً على الصمود. وبالتالي، ما هي الحواجز التي تحول دون مشاركة المجتمع المحلي وإسهامه بشكل أكثر جدوى؟ كيف يمكننا العمل معًا على معالجة هذه القضية؟
استخلاص الدروس من جائحة كوفيد-19: من المستوى العالمي حتى المستوى المحلي
تتسبب جائحة كوفيد-19 في التعجيل بإحداث تغيير سريع في نموذج التصدِّي للجوائح نظرًا لأنها أبرزت مواطن الضعف الكامنة في الآليات العالمية والتحديات التي تواجهها، فضلًا عن تسليطها الضوء على الأهمية الحاسمة للعمل المحلي. والسؤال هو، كيف يمكن للحركة أن تعمل بشكل أسرع على إشراك المجتمعات المحلية، والتكيُّف بشكل أفضل مع الاحتياجات والحقائق المحلية، مع الحفاظ على الوصول دون قيود إلى الفئات الأكثر ضعفًا في حالات الجوائح القادمة؟
الصليب الأحمر والهلال الأحمر ومبادرة صحة واحدة ‘One Health’: الروابط بين صحة الحيوان وصحة الإنسان والنُظُم البيئية
إدراكًا بأن هناك ترابطًا قائمًا بين المخلوقات الحية، فهل بمقدور الحركة أن تعمل على تحسين و/أو ترقية رصد النُظُم البيئية وصحة الحيوان وصحة الإنسان على مستوى المجتمع المحلي وبمشاركة من المجتمع المحلي لكي تكون قادرة على اكتشاف التهديدات الصحية المحتملة واحتوائها مبكرًا وبشكل أسرع؟
الصليب الأحمر والهلال الأحمر والنُظُم الصحية
تضطلع الحركة بدور حاسم في تعزيز التأهب على المستوى المحلي للأوبئة والجوائح والتصدِّي لها. ونظرًا لأنه يجب أن تكون هذه الإجراءات مُكمِّلة لإجراءات استجابة منهجية، أو أن يجري دمجها عادة في النظم الصحية، فما هو الدور الذي نؤديه اليوم ونحتاج إلى أدائه في المستقبل من أجل تعزيز درجة استعداد النظم وقدرتها على الصمود؟ وما هي عوامل التمكين المطلوبة لتحقيق مثل هذه الطفرة؟
حلقات العمل المُتعلِّقة بالعمل المحلي
بينما لا يوجد تعريف مُوحَّد لمفهوم كلمة “توطين العمل الإنساني“، إلا أنه يُفهم، في مجال السياسة الدولية، على أنه زيادة التركيز الدولي على تعزيز مهارات القيادة والتنفيذ والقدرات لدى المستجيبين المحليين. والعمل على المستوى المحلي موجود بالفعل ومترسخ في اللبنة الأساسية لحركة الصليب الأحمر والهلال الأحمر، فعملنا ضارب بجذوره في تاريخنا في مجال تمكين المتطوعين لدى الجمعيات الوطنية من الاضطلاع بدورهم الحاسم كمستجيبين أوائل، وضمان الاستجابة الإنسانية بشكل مبكر مع التمكن من الوصول إلى المستفيدين وتحقيق الفعالية من حيث التكلفة. ويتمحور هدفنا خلال فعالية “كوكبنا: مؤتمر قمة الصليب الأحمر والهلال الأحمر” حول تسليط الضوء على نقاط القوة الحالية لدى الحركة في ما يتعلَّق بدعم العمل المحلي – سواء بين الاستجابة الدولية والوطنية أو على مستوى المدينة العاصمة حتى مستوى المجتمعات المحلية – واستكشاف المجالات التي يتعيَّن تحسينها.
ونحن نود دعوة الجهات الفاعلة في الحركة إلى تقديم مقترحات بجلسات تُركِّز على الممارسات السليمة، والتحديات، والفرص حول مواضيع توطين العمل الإنساني وقدرة العمل المحلي مستلهمة المفاهيم التي تتضمنها “المسارات” التالية:
تعزيز تنمية الجمعيات الوطنية يعد كعامل تمكين لتحسين القدرات على الصمود المجتمعي والعمل الإنساني:
وذلك فيما يتعلق بمبادرات محددة و/أو أفضل الممارسات في تنمية الجمعيات الوطنية سواء كانت ضمن الفروع والوحدات المحلية، الوطنية أو اذا نفذت بالشراكة مع الجهات الفاعلة الدولية (داخل وخارج الحركة) والتي بدورها تعزز من قدرة الصمود المجتمعي وتحسين حالة التأهب والقدرة على الوقاية والاستجابة لتحديات العمل الإنساني على المستوى المحلي، بما في ذلك تلك الأمور المتعلقة بالتغيير المناخي و/ أو الأوبئة.
تعزيز تنمية الجمعيات الوطنية يعد كعامل تمكين لتحسين القدرات على الصمود المجتمعي والعمل الإنساني:
هي مبادرات و/أو ممارسات سليمة مُحدَّدة في مجال تنمية الجمعيات الوطنية، سواء كانت محلية المنشأ أو تُدار في شراكة مع جهات فاعلة دولية (من داخل الحركة وخارجها)، مكَّنت من العمل محليًا على التأهب والوقاية والاستجابة للاحتياجات الإنسانية، بما في ذلك الاحتياجات المُتعلِّقة بتغيُّر المناخ و/أو الجوائح.
توطين العمل الإنساني على المستوى المجتمعي:
يدور ذلك الأمر حول تحقيق اللامركزية في عملية صنع القرار، وتمكين الفروع/ الوحدات المحلية والمتطوعين داخل الجمعيات الوطنية وأفراد المجتمع المحلي أنفسهم من اتخاذ إجراءات لتحسين صحتهم وسلامتهم ورفاههم. ويمكن أن يتطرق ذلك إلى الخبرات والدروس المستفادة بشأن قضايا كتلك المتعلقة بالسلطة والقيادة والنزاهة.
تعزيز الدور المساعد:
يتعلَّق ذلك الأمر بكيفية تعزيز دور الجمعيات الوطنية ككيان معاون لسلطاتها العامة (بما يتفق مع المبادئ الأساسية) باعتبارها ركيزة أساسية لترسيخ جذور الحركة في كل بلد (تقريبًا) وجانبًا حاسمًا من جوانب القدرة الإنسانية المحلية.
وجهات النظر والتجارب المُتعلِّقة بمسألة “إنهاء تسلُّط المساعدات“:
يتعلَّق ذلك الأمر بتجارب الصليب الأحمر والهلال الأحمر ووجهات نظره ومبادراته بشأن النقاشات التي نشأت مؤخرًا في القطاع الإنساني حول “إنهاء تسلُّط المساعدات” الذي يحكم العلاقات بين المنظمات الدولية والمنظمات المحلية، بما في ذلك كيفية ارتباطها بموضوع توطين العمل الإنساني. كما يتعلق الأمر بالتجارب والآراء بشأن “إنهاء التسلُّط” الذي يحكم العلاقات بين المنظمات وموظفيها/متطوعيها من الأقليات العرقية والإثنية والقومية في سياق عملهم الإنساني.